التهاب البَوْل
يتكوّن الجهاز البَوْليّ في الإنسان من الكليتين، والحالبين، والمثانة والإحليل. تعمل الكليتان على تخليص الدم من الفضلات والماء الزّائد على شكل بَوْل، ومنها ينتقل عبر الحالبين إلى المثانة حيث يتم تجميعه، وبعد ذلك يتم التخلّص منه عبر فتحة الإحليل. تحدث عَدْوَى المسالك البَوْليّة، أو التهاب البَوْل (بالإنجليزيّة: Urinary tract infection) عند إصابة أيٍ من أعضاء الجهاز البَوْليّ بعدوى بكتيريّة.
يُعتَبر مرض التهاب البَوْل ثاني أكثر الأمراض المُعدية شيوعاً -بعد التهاب الجهاز التنفسيّ-، كما أنَّه أكثر شيوعاً عند البالغين منه عند الأطفال وعند النساء قبل عمر خمسين سنةً، منه عند الرجال (تتعرّض 40٪ من الإناث للإصابة بالتهاب البَوْل مُقابل 12٪ من الرجال)، وربما يعود السبب للاختلافات التشريحيّة للجهاز البَوْلي عند الرجال والنساء، إذ إنَّ مجرى البَوْل عند النساء أقصر.
أسباب التهاب البَوْل وعوامل الخطر
يكون البَوْل عند خروجه من فتحة الإحليل مُعقّماً، ألا أنَّه من المُمكن أن يتعرّض للعدوى من نوعٍ من البكتيريا يُسمّى الإشريكيّة القولونيّة (بالإنجليزيّة: Escherichia coli) وتَشتهر باسم آي كولاي، وهي بكتيريا تعيش في الأمعاء، وتحدث العدوى عند انتقال البكتيريا إلى الإحليل ومنه إلى الحالبين والكليتين.
من العوامل التي تُؤدّي إلى انتقال هذه البكتيريا (عوامل الخطر):
1.تنظيف المنطقة الحساسة بطريقة خاطئة؛ أي من الخلف إلى الأمام عند النّساء.
2.تضخُّم البروستاتا عند الرّجال.
3.الإصابة بحصى الكلية.
4.استخدام الحجاب المهبليّ، أو أنواع مُعيّنة من حبوب منع الحمل.
5.عدم مُراعاة النّظافة الشخصيّة.
6.نقص مناعة الجسم بسبب تعاطي العلاج الكيميائيّ.
7.الإصابة بأمراض تُقلّل من مناعة الجسم، مثل مرض السكري والإيدز.
8.استخدام القسطر البَوْلي أو القثطار البَوْلي؛ وهو أنبوب يتم إدخاله إلى مثانة بعض المرضى في المستشفى.
9.الإصابة بالأمراض التي قد تُسبّب عدم قدرة المريض على تفريغ المثانة بالكامل، مثل إصابة النخاع الشَوكيّ.
10.تغيّر الهرمونات أثناء الحمل، ممّا يُؤدّي إلى تغيّرات في الجهاز البَوْلي.
11.عدم قدرة الحامل على تفريغ البول بالكامل بسبب ضغط الجنين على المثانة البَوْليّة، ممّا يُشكّل بيئةً مُلائمةً لنمو البكتيريا وحدوث الالتهابات.
12.عدم إجراء الختان للذكور.
13.ممارسة الجنس مع امرأة مُصابة بالتهابات مهبليّة دون استخدام واقٍ.
أعراض إلتهاب البَوْل
من أهم أعراض التهاب البَوْل ما يأتي:
1.الشعور بألم وحرَقة عند التبَوْل.
2.تغيّر لون البَوْل بحيث يصبح داكناً، أو ورديّاً، أو مُحمَرّاً.
3.وجود رائحة كريهة للبَوْل. سلَس البَوْل.
4.الغثيان والقيء.
5.حمَّى وقشعريرة.
6.ألم في الظهر تحت الأضلاع مُباشرةً، عادةً ما يكون على جانب واحد من الجسم.
7.الرغبة المتكررة بالتبَوْل دون خروج كميّات كبيرة من البَوْل.
8.زيادة الإفرازات المهبليّة.
9.ألم في المستقيم أو الخصية وعسر البَوْل عند الرجال.
مضاعفات التهاب البَوْل
من مضاعفات التهاب البَوْل ما يأتي:
1.انتقال العدوى من الإحليل والمثانة إلى الحالبين والكليتين.
2.انتقال العدوى من الجهاز البَوْلي إلى مناطق أخرى للجسم.
3.تضرُّر االكلى.
4.زيادة احتمال ولادة أطفال بوزن أقلّ من المُعدّل الطبيعيّ.
تشخيص التهاب البَوْل لتشخيص التهاب البَوْل قد يلجأ الطبيب لما يأتي:
1.دراسة تاريخ المريض.
2.الفحص السريريّ.
3.الفحوصات المخبريّة، وتشمل:
1.فحص عيّنة من البَوْل للكشف عن وجود البكتيريا، أو خلايا الدم البيضاء التي تُؤكّد وجود عدوى.
2.زراعة البَوْل.
3.اختبار الحساسيّة: ويهدف لاختيار المُضادّ الحيويّ المُناسب لعلاج البكتيريا المُسبّبة لالتهاب البَوْل.
4.زراعة الدم، ويلجأ إليه الطّبيب في حالة الشك ّبوصول العدوى إلى الدم. اختبار (sexually transmitted diseases (STDs: وهو اختبار يلجأ إليه الطّبيب عند وجود شكّ أنّ الأعراض ناتجة عن الإصابة بمرض من الأمراض المنقولة جنسيّاً.
5.فحص اليوريا والكرياتنين لتقييم وظائف الكلى.
6.فحص نسبة السُّكر، والهيموغلوبين، للكشف عن وجود إصابة بالسُّكريّ.
7.فحص حصى الكلى.
8.تصوير الكلية والمثانة بالأمواج فوق الصوتيّة.
9.تصوير المثانة والإحليل الإفراغي، وهو فحص يظهر وضع المثانة وهي ممتلئة، وعند التبَوْل.
10.التصوير النووي للمثانة والكلية.
11.تنظير المثانة.
12.فحص الأشعة الملونة للجهاز البَوْليّ.
13.التّصوير المقطعيّ المُحوسَّب (CT).
علاج التهاب البَوْل
من أساليب علاج مرض التهاب البَوْل ما يأتي:
استخدام مُسكّنات الألم للتغلّب على الحمى والألم.
استخدام مُضادّات حيويّة على شكل حبوب، أو شراب، أو عن طريق الأوردة. وتشمل خيارات العلاج للنساء والرجال استخدام المُضادّات الحيويّة الآتية:
1.تريميثوبريم.
2.نيتروفورانتوين.
3.سيفاليكسين.
لعلاج التهاب البول عند الأطفال يمكن استخدام المُضادّات الحيويّة الآتية:
1.سيفاليكسين
2.أموكسيسيللين، مع كلافولانيك أسيد.
لعلاج التهاب البول عند الحامل يجب استخدام المُضادّات الحيويّة التي لا تُؤثّر على الجنين، مثل:
1.البينيسلين.
2.الأموكسيسيلين.
3.الإريثرومايسين.
4.السيفالوسبورين.
الوقاية من التهاب البول
لعلاج مرض التهاب البول والوقاية من الإصابة به مرّةً أخرى ينصح بما يأتي:
شرب كميّة كافية من الماء يوميّاً: وفقا للمعهد الوطني للسكريّ وأمراض الجهاز الهضميّ والكلى، يُنصح المريض بالتهاب البول بشرب كميّات كافية من الماء؛ وذلك لدور الماء في التخلُّص من البكتيريا التي تُسبّب التهاب البَوْل.تختلف كميّة الماء اللازمة للجسم من شخص لآخر بالاعتماد على الوزن؛ فإذا كان وزن الشخص 63.6 كيلو مثلاً فإنّه يحتاج لشرب 2 لتر من الماء تقريباً، أما المُصابون بمرض التهاب الكلى فيُفضّل استشارة الطبيب حول كميّة الماء المُناسبة لهم.
تناول الأغذية الغنيّة بفيتامين ج: وفقاً لموقع جونز هوبكنز الطبي فإنَّ تناول فيتامين ج يمنع نموّ البكتيريا في المسالك البَوْلية.
استخدام وسادة التدفئة لتدفئة منطقة العانة، ممّا يُخفّف من الألم والحرقة، على أن تكون الحرارة مُنخفضةً وباستخدام عازل بين الوسادة والجسم، وعدم استخدامها لفترة تتجاوز ربع ساعة لتجنّب الحروق.
الامتناع عن تناول الأغذية التي تُهيِّج المثانة، مثل الكحول، والنيكوتين، والكافيين، والمشروبات الغازيّة، والمُحلِّيات الاصطناعيّة، والأغذية الحارّة، والإكثار من الأغذية المُفيدة لصحّة الجهاز الهضميّ، مثل الكربوهيدرات الغنيّة بالألياف.
تفريغ المثانة باستمرار للتخلّص من البكتيريا المُسبّبة للعدوى.
اتّباع نمط حياة صحي، مثل:
1.ارتداء ملابس داخليّة قطنيّة فضفاضة.
2.الإقلاع عن التّدخين.
3.اتّباع الطّريقة الصّحيحة لتنظيف المنطقة الحسّاسة؛ أي من الأمام إلى الخلف بالنسبة للسيدات.
4.استخدام مُنتجات النّظافة والصحّة الشخصيّة الخالية من العطور.
5.الإكثار من تناول التّوت البري وشرب عصيره؛ وذلك لاحتوائه على مُركّبات تمنع التصاق البكتريا المُسبِّبة للمرض بالخلايا.
6.التبَوّل بعد الجماع.
7.الاستحمام باستخدام رشاش الماء بدلاً من حوض الاستحمام.